« نبتون » ( Neptune ) أي ٥٤٠٤ مليون كلم. أما أقرب نجم إلينا فيبعد عنا أربع سنوات ضوئية ، وأما أبعد شبه نجم ( الكازار ) فتفصله عنا مسافة تزيد عن عشرة مليارات سنة ضوئية. فالإنسان حتى الآن لم يكتشف من الفضاء إلا مقدار نقطة ماء من محيط. ولقد أنبأ المولى في تنزيله بأن الإنسان سينفذ من أقطار السماوات والأرض بواسطة سلطان العلم ، كما أنبأ أيضا بأن النفاذ من أقطار السماوات يبقى محفوفا بالمخاطر ، ومنها تعرّض المركبات ومن فيها لشواظ من النار والنحاس : ( يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ ) ( الرحمن : ٣٥ ). فالإنس والجن لن يستطيعا استكشاف جميع أقطار السماوات والأرض أو العيش طويلا خارج أقطار الأرض. وتاريخ اكتشاف الفضاء لم يخل يوما من المآسي ، ومنها انفجار المكوك الفضائي الأميركي « تشالنجر ». وبالرغم من أن علماء الفلك يخططون اليوم للنفاذ إلى الأجرام البعيدة بواسطة محطات فضائية ، إلا أن قدرتهم على سبر آفاق الكون تبقى محدودة جدّا بالنسبة للمقاييس الكونية الهائلة. ولو سلّمنا جدلا ، كما يقول أحد علماء الفلك ، أن باستطاعة العلم بناء مركبة فضائية تصل سرعتها إلى سرعة الضوء ، أي ٣٠٠ ألف كلم في الثانية ( وهذا في حدود الاستحالة ، فأسرع المركبات اليوم لا تتجاوز سرعتها ٣٠ كلم في الثانية ) ، فسيبقى الإنسان مدة أربع سنوات على ظهر مركبة تسير بسرعة الضوء حتى يصل إلى أقرب نجم إلينا ، وثلاثين ألف سنة حتى يصل إلى مركز مجرّتنا اللبنية ، و ٢٠٠ ألف سنة حتى يدور حولها ، وعشرة مليارات سنة ونيّفا ليصل إلى أبعد نجم استطاع أن يرصده ، و ٤٠ مليار سنة ليدور حول هذا الكون ، هذا إن بقي الكون بدون توسّع منذ انطلاقه!!!
وعدا مشكلة المسافات الهائلة في الكون ، هناك مشكلة اصطدام المركبة بالنجوم والكويكبات والنيازك. وتكفي الإشارة إلى أن ذرات الهيدروجين الموجودة في الفضاء الكوني والتي تتحول إلى أشعة كونية قاتلة لدى اصطدامها بمركبة تسير بسرعة الضوء وحتى بسرعة أقل من ذلك بكثير.