الدنيا وبالسرعة التي استطعنا أن نعدّها وهي سرعة الضوء أي ٣٠٠ ألف كلم في الثانية. وفي ذلك إشارة خفية إلى السرعة الهائلة التي زوّد بها المولى الملائكة والروح حين تعرج إليه.
واليوم بالنسبة لمن ينفّذ أمر الله من جنوده ، ( وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ ) ( المدثر : ٣١ ) ، يعادل ألف سنة من أيام الدنيا : ( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) ( السجدة : ٥ ). وفي ذلك أيضا إشارة لطيفة إلى السرعة الهائلة في تدبير وتنفيذ أوامر الله ، والله أعلم. والإنسان اليوم يعدّ بالسنين الضوئية المسافات الهائلة التي تفصله عن النجوم والمجرات.
ويوم من العذاب في الآخرة ، الذي يستعجله الكفّار في الحياة الدنيا ، معادل لألف سنة من أيام العذاب في الدنيا : ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ ، وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) ( الحج : ٤٧ ) ، والله أعلم.
« والستة أيام » التي خلق فيها المولى السماوات والأرض وما بينهما هي حقب زمنية طويلة أرجعها العلم إلى مليارات السنين من أيام الدنيا ( ١٦ مليار سنة تقريبا ) وإن كان تقديرها الصحيح لا يعرفه ولن يعرفه إلا المولى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ ) ( ق : ٣٨ ).
واليومان اللذان خلق فيهما المولى الأرض هما حقبتان زمنيتان قدّرهما العلماء بمئات الملايين من السنين : ( قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ، ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ ) ( فصلت : ٩ ).
وكذلك بالنسبة للأيام الأربعة التي استغرقها خلق الجبال وتقدير أقوات الأرض فيها ومباركتها : ( وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ ) ( فصلت : ١٠ ). وكذلك اليومان أيضا بالنسبة للانتهاء من تسوية طبقات الأرض وغلافها الجوي : ( ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ، قالَتا أَتَيْنا