( Antimatiere ). وحتى الكوارك ، وهو أصغر جزء في الذرة ولا يزال حتى الآن افتراضا نظريّا ، له زوجة ، فهناك الكوارك ذو الشحنة الكهربائية السالبة وزوجته الكوارك ذو الشحنة الموجبة. وبصورة عامة فبمقابل كل جسيم أي جزيئ من الذرة اكتشف علماء الفيزياء الذرية زوجه ، وهو جسيم يشبهه ولا يختلف عنه إلا بالشحنة الكهربائية.
ومع اكتشاف المجهر والمرصد في القرن السابع عشر وتطورهما في القرن العشرين ، تمكّن الإنسان من أن يرى بواسطة المجهر الألكتروني أشياء تصل إلى جزء من مائة مليون جزء من السم الواحد ( ٨ ـ ١٠ [ تصوير ] ) أما جزيئات الذرّة فهي خارج الحدود المرئية حتى الآن. وكذلك استطاع الإنسان بواسطة المرصد اليوم أن يرى نجوما هي أقل لمعانا بأربعين مليون مرة من أضعف النجوم التي يراها بالعين المجردة ، ومع ذلك يبقى الكثير من مخلوقات الله غير مرئي مصداقا لقوله تعالى : ( فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ ) ( الحاقّة : ٣٨ ) ، فالكون المرئي ما هو إلا جزء ضئيل من الكون غير المرئي ، فهناك الكتلة غير المرئية ( Invisible Masse ) التي تشكّل ٩٠ % من كتلة الكون وقد اكتشفها العالم زويكي ( Zwicky ) عام ١٩٣٣. ومن الأشعة نحن لا نرى إلا الأشعة المرئية ، وتبقى أشعة X غاما والأشعة ما فوق البنفسجية والأشعة ما تحت الحمراء غير مرئية ، علما أن الإنسان قد عرفها اليوم وعلم عنها الشيء الكثير من خلال تأثيرها المباشر في الأشياء.