الفلك تعليلها إلا في العشرين : ففي صباح الرابع من تموز من سنة ١٠٥٤ ميلادية لاحظ علماء الفلك الصينيون ظهور نجم هائل اللمعان بلغ ضياؤه من الشدة بحيث إنه ظل يسطع في وضح النهار لمدة عامين قبل أن يخبو ويحتجب عن الأنظار ، ولم يعرف العلم إلا لا حقا أن هذا النجم الذي أسمي بالنجم الجديد ( Nova ) كان موجودا في كوكبة برج الجوزاء ثم تضخّم وانفجر ومات وتحوّل بعد ذلك إلى ما يسمّى بسديم السرطان ، وهو سحابة من الغازات المتخلفة عن انفجار ذلك النجم قبل موته.
وفي السنين ١٥٧٢ و ١٦٠٤ و ١٨٨٥ سجّلت الظاهرة نفسها ، إذ ظهرت نجوم شديدة اللمعان حتى في وضح النهار مرئية بالعين المجردة سميت أيضا بالنجوم الجديدة. وبقيت مسألة ظهور النجوم الجديدة بدون تعليل علمي حتى القرن العشرين إلى أن قال الفلكي الإنكليزي « أدينغتون » ( Edington ) (١٩٢٠) ومن بعده « والتر بادي » ( Baddy Walter ) (١٩٤٠) بنظرية التطور النجمي ، أي أن كل نجم يمر بمراحل من النشوء والنمو والنضج والشيخوخة والموت ، وما ظواهر النجوم الجديدة في الحقيقة إلا انفجار هائل لنجوم موجودة في السابق قبل احتضارها وموتها. ومع اختراع المراصد الجبارة تبيّن للعلماء منذ عشرات السنين فقط أن مئات النجوم تموت كل يوم بل كل ساعة وحتى كل ثانية ، فبعض النجوم قبل أن تنطفئ يزداد فجأة لمعانها وتوهجها الذي يصل إلى لمعان مليار شمس ، ويكبر حجمها ألوف الكيلومترات في الثانية ، ثم تنفجر انفجارا هائلا هو من القوة بحيث يقذف الضغط الذي ينجم عن انفجار نجم قتيل الموادّ التي يتألف منها بسرعة تفوق عشرة آلاف كلم في الثانية!!!.
وفي ٢٧ شباط ١٩٨٧ كانت آخر الظواهر الفلكية الفريدة التي تجندت لها سلفا جميع المؤسسات الدولية الفلكية فصوّرتها ورصدتها المركبات والأقمار الاصطناعية والمراصد المنتشرة في العالم ، ولا يزال يدرس آثارها علماء الفلك حتى اليوم. في ذلك التاريخ ظهر نجم عملاق أسموه « سوبرنوفا » ( Super Nova. ١٩٨٧. A. ). وهذا النجم ما هو في