الحقيقة إلا الضوء الناتج عن انفجار نجم عملاق اسمه « سنديليك » ورقمه ٦٩٢٠٢ ( ٦٩٢٠٢ .Sanduleak ) حصل منذ مائة وسبعين ألف سنة. ولقد بقي ضوؤه تلك المدة حتى وصل إلينا في ٢٧ شباط ١٩٨٧ ، وهذا النجم المتفجر موجود في غيمة « ماجلان » التي تبعد عنا مائة وسبعين ألف سنة ضوئية.
تعليق
أولا : لم تعرف حقيقة الأطوار التي تمر فيها النجوم ومنها موتها إلا في القرن العشرين ، في حين أن التنزيل قال بموت النجوم في آيات لا لبس فيها ولا غموض : ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) ( النجم : ١ ) ، و ـ ( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) ( المرسلات : ٨ ) ، و ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) ( التكوير : ١ ) ، و ( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) ( التكوير : ٢ ) ، و ( كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ) ( الزمر : ٥ ). وفي ذلك برهان علمي منطقي واضح لا جدال فيه بأن القرآن الكريم هو كلام الله. فحقيقة موت النجوم لا يعرفها في زمن التنزيل إلا خالق النجوم ولم تعرف من قبل الإنسان كما بيّنا إلا لا حقا في القرن العشرين.
ثانيا : إن الآية الكريمة ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) ( النجم : ١ ) هي مثل من الأمثلة العديدة عما أسميناه في كتابنا السابق (١) بالجدلية العلمية المنطقية في القرآن الكريم بمعنى أن المولى يقسم بآية علمية إعجازية لا جدال فيها ثم يربطها بنبإ مختلف عليه بين الناس. فالمولى أقسم بموت النجوم وهذه حقيقة علمية لا جدال فيها اليوم ، ثم ربط جواب قسمه بصدق رسوله وبأنه لا ينطق عن الهوى : ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى. ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى. وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ) ( النجم : ١ ـ ٤ ). هنا استنتاج يفرض نفسه على كل ذي منطق سليم : إن الذي أقسم بموت النجوم قبل أن يتبيّن العلم ذلك بقرون جعل من هذا القسم دليلا على صدق رسوله. فالمنطق السليم إذن يفرض علينا التسليم والالتزام بكل ما جاء من الوحي على لسان الرسول الحبيب لأن المصدر واحد إذ لا يستطيع اليوم كل ذي منطق
__________________
(١) من علم الطب القرآني : الثوابت العلمية في القرآن الكريم ، دار العلم للملايين ، ١٩٩٠.