الاجزاء الخلوية الرئيسية من جسم الانسان ، قد ثبت اما ان خلودها بالقوة صار امراً مثبتاً بالامتحان ، او مرجحاً ترجيحاً تاماً لطول ما عاشته حتى الآن.
وهذا القول غاية في الصراحة والأهميّه على ما فيه من التحرس العلمي.
والظاهر ان اول من امتحن ذلك في اجزاء من جسم الحيوان هو الدكتور جاك لوب ، وهو من المشتغلين في معهد روكفلر ايضاً.
فانه كان يمتحن توليد الضفادع من بيضها ، اذا كان غير ملقح. فرأي ان بعض البيض يعيش زماناً طويلاً وبعضها يموت سريعاً. فقاده ذلك الى امتحان اجزاء من جسم الضفدع ، فتمكن من ابقاء هذه الاجزاء حيّة زماناً طويلاً.
ثم اثبت الدكتور ورن لويس وزوجته انه يمكن وضع اجزاء خلوية من جسم جنين الطائر في سائل ملحي فتبقى حية ، واذا اضيفت اليه قليل من بعض المواد الآلية جعلت تلك الاجزاء تنمو وتتكاثر.
وتوالت التجارب فظهر ان الاجزاء الخَلَوية ـ من اي حيوان كان ـ يمكن ان تعيش وتنمو في سائل فيه ما يغذيها ، ولكن لم يثبت ما ينفي موتها اذا شاخت.
فقام الدكتور كارل وجرّب التجارب المشار اليها آنفاً. فاثبت منها ان هذه الاجزاء لا تشيخ في الحيوان الذي اُخذت منه ، بل تعيش اكثر مما يعيش هو عادة.
وقد شرع في التجارب المذكورة في شهر يناير سنة ١٩١٢ ، ولقي عقبات كثيرة في سبيله ، فتغلب عليها هو ومساعدوه وثبت له :
اولا : ان هذه الاجزاء الخلوية تبقى حية ، ما لم يعرض لها عارض يميتها ، اما من قلة الغذاء او من دخول بعض المكروبات.
وثانياً : انهالا تكتفي بالبقاء حية ، بل تنمو خلاياها وتتكاثر ، كما لو كانت باقية في جسم الحيوان.