ثالثاً : انه يمكن قياس نمودها وتكاثرها ومعرفة ارتباطها بالغذاء الذي يُقدم لها.
ورابعاً : ان لا تأثير للزمن عليها اي أنها لا تشيخ ولا تضعف بمرور الزمن ، بل لا يبدو عليها اقل اثر للشيخوخة ، بل تنمو وتتكاثر هذه السنة كما كانت تنمو وتتكاثر في السنة الماضية وما قبلها من السنين.
وتدلّ الظواهر كلها على أنها ستبقى حية نامية ، ما دام الباحثون صابرين على مراقبتها وتقديم الغذاء الكافي لها.
فشيخوخة الاحياء ليست سبباً بل هي نتيجة.
ولكن لماذا يموت الانسان ولماذا نرى سنيَّة محدودة لا تتجاوز المائة الا نادراً جداً ، وغايتها العادية سبعون او ثمانون؟
والجواب : ان اعضاء جسم الحيوان كثيرة مختلفة وهي مرتبطة بعضها ببعض ، ارتباطاً محكماً حتى ان حياة بعضها تتوقف على حياة البعض الآخر. فاذا ضعف بعضها ومات لسبب من الأسباب مات بموته سائر الأعضاء.
ناهيك بفتك الأمراض المكروبيّة المختلفة ، وهذا مما يجعل متوسط العمر اقل جداً من السبعين والثمانين ، لا سيما وان كثيرين يموتون اطفالاً.
وغاية ما ثبت الآن من التجارب المذكورة ان الانسان لا يموت لانه عمَّر كذا من السنين سبعين او ثمانين او مائة او اكثر ، بل لان العوارض تنتاب بعض اعضائه فتتلفها ، ولإرتباط اعضائه بعضها ببعض تموت كلها.
فاذا استطاع العلم ان يزيل هذه العوارض او يمنع فعلها ، لم يبق مانع يمنع استمرار الحياة مئات من السنين ، كما يحيا بعض انواع الأشجار.
وقلما ينتظر ان تبلغ العلوم الطبيّة والوسائل الصحية هذه الغاية القصوى ، ولكن لا يبعد ان تدانيها فيتضاعف متوسط العمر او يزيد ضعفين او ثلاثة» ،