واصبح خير البريّة بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم يُلعن على المنابر ، وأصبح عدوّنا يُعطى المال والشرف.
واصبح من يحبّنا محقوداً منقوصاً حقّه ، وكذلك لم يزل المؤمنون.
وأصبحت العجم تعرف للعرب حقّها بأن محمّداً كان منها ، وأصبحت العرب تعرف لقريش حقّها بأنّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كان منها ، واصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كان منها ، وأصبحنا أهلَ البيت لا يُعرف لنا حقّ؛ فهكذا أصبحنا يا منهال» (١).
وعلى صعيد هذه المظلومية بشّرهم اللّه تعالى بانّه سيتفضل عليهم ويجعلهم ورثه الأرض ، ويمكّن لهم حكومة الكرة الأرضية ومَن عليها وما عليها ، فقال عزّ من قائل :
(ونُريدُ أن نمنَّ على الذينَ استُضعِفُوا في الأرضِ ...) الخ.
لذلك جاء في تفسير علي بن ابراهيم القمي عند هذه الآية المباركة قوله :
«أخبر اللّه نبيّه بما لقي موسى وأصحابه من فرعون من القتل والظلم ، ليكون تعزيه له فيما يصيبه في أهل بيته من امّته.
ثم بشّره بعد تعزيته انه يتفضّل عليهم بعد ذلك ويجعلهم خلفاء في الأرض وائمة على امته ، ويردّهم الى الدنيا مع اعدائهم ، حتى ينتصفوا منهم فقال : (ونُريدُ أن نمنَّ على الذينَ استُضعِفُوا في الأرضِ ونجعلَهم أئمّة ونجعلَهُم الوارثين * ونمكّن لهم في الأرض ونُرِيَ فرعَونَ وهامانَ وجنودَهما) ، وهم الذين غصبوا آل محمد حقّهم وقوله «منهم» أي من آل محمّد. «ما كانوا يحذرون» اي من القتل والعذاب.
__________________
(١) كنز الدقائق : ج ١٠ ص ٣١.