ولو كانت هذه الآية نزلت في موسى وفرعون لقال : ونري فرعون وهامان وجنودهما منه ما كانوا يحذرون؛ اي من موسى ، ولم يقل منهم.
فلمّا تقدم قوله : (ونُريدُ أن نمنَّ على الذينَ استُضعِفُوا في الأرضِ ونجعلَهم أئمّة ونجعلَهُم الوارثين) ، علمنا ان المخاطبة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وما وعد اللّه به رسوله فانما يكون بعده والأئمة يكونون من ولده.
وإنما ضرب اللّه هذا المثل لهم في موسى وبني اسرائيل ، وفي أعدائهم بفرعون وهامان وجنودهما فقال : إن فرعون قتل بني اسرائيل وظلمهم فأظفر اللّه موسى بفرعون واصحابه حتى اهلكهم اللّه ، وكذلك اهل بيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم اصابهم من اعدائهم القتل والغصب. ثم يردّهم اللّه ويردّ اعدائهم الى الدنيا حتى يقتلوهم» (١).
وقد تلا هذه الآية المباركة أمير المؤمنين عليهالسلام بعد كلمته الحكيمة في حكومة الامام المهدي عليهالسلام «لتعطفن ...» إشارةً الى تفسيرها بها.
توضيح كلمته الحكيمة :
«لتعطفنّ» من العطف بمعنى الحنان ، يقال : عَطَفَت الناقة على ولدها اي حنّت عليه ودَرَّ لبنُها له.
و «الشَماس» بمعنى الاستعصاء ، مصدر شَمس. الفرس اذا استعصى على راكبه ومنع ظهره من الركوب.
و «الضَّروس» الناقة سيئة الخُلق تعضّ طالبها ، وذلك ليبقى لبنها لولدها لفرط شفقتها عليه.
ويبيّن الامام عليهالسلام بهذه الجملة أن الدنيا ستقبل بالتأكيد على أهل البيت عليهمالسلام
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ص ١٣٣.