بعد الجفاء الطويل والمكروه الكثير ، إقبالاً شفيقاً فتخضع لهم بعد تمرّدها ، وتنقاد لهم بعد عصيانها؛ إشارةً الى دولتهم المظفرة وحكومتهم المنتصرة.
وما أحلاه من كلام سيد الأوصياء ، المدعَم بقول رب الأرض والسماء ، وكفى به دليلاً صدقاً في صدق.
وقد ورد في حديث آخر قَسَمَ الامام على إقبال الدنيا على أهل البيت عليهمالسلام ففي حديث الكنز بسنده عن أمير المؤمنين عليهالسلام انه قال :
«والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لتعطفنّ علينا هذه الدنيا كما تعطف الضروس على ولدها» (١).
٢ ـ قوله تعالى : (وَعَدَ اللّهُ الذينَ آمنُوا منكُم وعَمِلوا الصالحاتِ لَيَستخلِفَنَّهُم في الأرضِ كما استخلَفَ الذين من قَبلِهم وليُمكِنَنَّ لهُم دينَهُم الذي ارتَضى لهُم وليُبدّلنَّهُم من بعدِ خوفِهم أمناً يعبدونني لا يُشركونَ بي شيئاً ومَن كَفَرَ بعدَ ذلكَ فأولئكَ هُم الفاسقون) (٢).
وهذه الآية الشريفة أيضاً مأوّلة بالامام المهدي وعصره الذهبي ، فانها وعدٌ للمؤمنين الصالحين باستخلافهم في الأرض وتمكين دينهم الاسلامي المرضيّ وتبديل حالة خوفهم الى حالة الأمن والأمان؛ يعبدون اللّه تعالى بلا خوف ويتجاهرون بالحق الصريح بلا تقية.
وهذا وعدٌ إلهي ، فهو صادق لا خُلف فيه ، ومؤكد بلام القسم ونون التأكيد ، فهو واقع لا تردد فيه.
فانك تلاحظ الكلمات الثلاثة : «ليستخلفنّهم» و «ليمكننّ لهم»
__________________
(١) البحار : ج ٢٤ ص ١٧٠ ب ٤٩ ح ٦.
(٢) سورة النور : الآية ٥٥.