و «ليبدلنّهم» ، مُصدّرة في اولها باللام ، وملحوقة في آخر كل فعل بنون التأكيد المثقّلة ، وهو تأكيد في تأكيد ممن لا يخلف الوعد بالتأكيد.
قال في مجمع البيان :
«ليستخلفنّهم ، جواب قسم يدل عليه قوله : «وَعدَ اللّه ...» ، لأن وعده سبحانه كالقسم» (١).
وقال في اعراب القرآن الكريم : «(وعد اللّه الذين آمنوا ...) ... الخ ، كلام مستأنف مسوق لتقرير المصير للمؤمنين الذين يعملون الصالحات والتمكين لهم في الأرض ، و «وعد اللّه الذين» فعل وفاعل ومفعول به ، وجملة «آمنوا» صلة ، و «منكم» حال ، و «عملوا الصالحات» عطف على آمنوا ومفعول وعد الثاني محذوف تقديره الاستخلاف ، لدلالة قوله «ليستخلفنّهم» عليه ، واللام جواب قسم مضمر ، أي أقسم ليستخلفنّهم ، و «في الأرض» متعلقان بيستخلفنهم ، ولك أن تنزل وَعَدَ منزلة أقسم ، فتلقى بما يتلقى به القسم» (٢).
ومن المعلوم أن مقتضى التعبير بالوعد في الآية الشريفة أن الموعود به يكون في المستقبل ولم يكن محققا حين نزول الآية والا لم يكن وَعداً.
وبديهي أنه لم يتحقق هذا الوعد الالهي الميمون منذ فجر الإسلام الى يومنا هذا ، كما يتضح ذلك بمراجعة تاريخ الماضي من الأزمان ، وملاحظة المجتمعات المعاصرة في هذا الزمان ، فما هو الموعود؟
تصرّح أحاديثنا المتضافرة أن هذه الآية الشريفة تشير الى عصر الامام
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٧ ص ١٥١.
(٢) اعراب القرآن الكريم : ج ٦ ص ٦٤٢.