الدجّال. لخروج الدجّال أشهى إليهم من الماء البارد.
فقال الرجل : يا أبا عباس لا تجد عليَّ ، فإنّي سائل مبتلى بهم.
قال : قل.
قال : كيف صار في هذه الأمّة مجوس ، وهذه الأمّة مرحومة؟
قال : أخبرك لعل الله ينفعك؟
قال : إفعل.
قال : إنّ المجوس زعمت أنّ الله لم يخلق شيئاً من الهوام والقذر ، ولم يخلق شيئاً يضر ، وإنّما يخلق المنافع وكلّ شيء حسن ، وإنّما القذر هو الشر ، والشر كلّه خلق إبليس وفعله.
وقالت القدرية : إنّ الله لم يخلق الشر ، ولم نبتلى به ، وإبليس رأس الشر كلّه ، وهو مقر بأنّ الله خالقه.
قالت القدرية : إنّ الله أراد من العباد أمراً لم يكن ، وأخرجوه عن ملكه وقدرته ، وأراد إبليس من العباد أمراً وكان إبليس عند القدرية أقوى وأعز ، فهؤلاء القدرية. وكذبوا أعداء الله ، إنّ الله يبتلي ويعذّب على ما أبتلى وهو غير ظالم ، لا يُسأل عمّا يفعل ، ويمنّ ويثيب على منّه إيّاهم وهو فعّال لما يريد ، ولكنهم أعداء الله ظنّوا ذاتاً فحققوا ظنّهم عند أنفسهم ، وقالوا : نحن العاملون والمثابون والمعذَبون بأعمالنا ، ليس لأحد علينا منّة ، وذهب عليهم منّ الله وأصابهم الخذلان ...
فقال الرجل : الحمد الذي منّ بك عليَّ يا أبا عباس ، وفّقك الله ، نصرك