فقال لها نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كهيئة المغضب : ( يا أم سلمة إنّ طاعتي طاعة الله عزوجل ، قال : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ )(١) ، قومي يا أم سلمة وافتحي له الباب ، فإنّ بالباب رجلاً ليس بالخرق ولا النزق ، ولا بالعجل في أمره ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله. يا أم سلمة إنّه إن تفتحي له الباب فليس بفاتحه حتى تتواري ، آخذ بعضادتي الباب فلا يدخل البيت حتى يخفى عليه الوطء إن شاء الله ).
فقامت أم سلمة وهي لا تدري من بالباب غير أنّها قد حفظت المدح ، فمشت نحو الباب وهي تقول : بخ بخ لرجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، ففتحت ، وتمسك عليّ بعضادتي الباب ، فلم يزل قائماً حتى غاب عنه الوطء ، ودخلت أم سلمة خدرها ، ففتح الباب ودخل ، فسلّم على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فردّ عليهالسلام ، وقال : ( يا أم سلمة هل تعرفين هذا؟ ) قالت : نعم ، فهنيئاً له هذا عليّ ابن أبي طالب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( نعم ، صدقتِ هو عليّ ، سيط لحمه بلحمي ، ودمه بدمي ، وهو بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي.
يا أم سلمة إسمعي واشهدي : هذا عليّ سيد مبجّل مؤمل المسلمين وأمير المؤمنين ، وهو موضع سري وعيبة علمي ، وبابي الذي أوتى منه ، وهو الوصي على الأموات من أهل بيتي ، والخليفة على الأحياء من أمتي ، وهو أخي في الدنيا والآخرة ، وهو معي في السنام الأعلى.
اشهدي يا أم سلمة إنّ عليّاً يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ).
____________
١ ـ النساء / ٨٠.