قلت : لا.
قال : هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء.
قال : ثم قال : والقضاء هو الإبرام وإقامة العين.
قال : فاستأذنته أن أقبل رأسه ، وقلت : فتحت لي شيئاً كنتُ عنه في غفلة ) (١).
أمّا ابن عباس فله في القدرية عدّة أقوال ، منها :
ما رواه عبد الرزاق في ( المصنف ) عن طاووس :
( إنّ رجلاً قال لابن عباس : إنّ ناساً يقولون إنّ الشرّ ليس بقدر.
فقال ابن عباس : فبيننا وبين أهل القدر هذه الآية : ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ _ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ )(٢) ) (٣).
ومنها ما رواه ابن عبد البر في ( التمهيد ) ، عن عطاء بن أبي رباح ، يقول :
( كنت عند ابن عباس فأتاه رجل ، فقال : أرأيت من حرمني الهُدى وأورث الضلالة والردى ، أتراه أحسن إليّ أو ظلمني؟
فقال ابن عباس : إن كان الهدى شيئاً كان لك عنده فمنعه فقد ظلمك ،
____________
١ ـ الكافي ١ / ١٢٠ ـ ١٢١.
٢ ـ الأنعام / ١٤٨ ـ ١٤٩.
٣ ـ المصنف ١١ / ١١٤.