الأمر إلى الأوس ، وكانت بينهم خلافات متجذّرة ، فقام الحباب بن المنذر إلى سيفه فأخذه ، فبادروا إليه ، فأخذوا سيفه منه فجعل يضرب بثوبه وجوههم حتى فرغوا من البيعة ، فقال : فعلتموها يا معشر الأنصار ، أمّا والله لكأنّي بأبنائكم على أبواب أبنائهم ، قد وقفوا يسألونهم بأكّفهم ولا يسقون الماء.
قال أبو بكر : أمنا تخاف يا حباب؟
قال : ليس منك أخاف ولكن ممّن يجيء بعدك.
قال أبو بكر : فإذا كان ذلك كذلك فالأمر إليك وإلى أصحابك ، ليس لنا عليك طاعة.
قال الحباب : هيهات يا أبا بكر ، إذا ذهبت أنا وأنت وجاءنا بعدك من يسومنا الضيم.
فقال سعد بن عبادة يخاطبني : أمّا والله لو أنّ لي ما أقدر به على النهوض لسمعتم منّي في أقطارها زئيراً يخرجك أنت وأصحابك ، ولألحقتك بقوم كنت فيهم تابعاً غير متبوع ، خاملاً غير عزيز ، فبايعه الناس جميعاً حتى كادوا يطئون سعداً ، فقال سعد : قتلتوني.
فقلت : اقتلوه ، قتله الله.
فقال سعد : احملوني من هذا المكان ، فحملوه فأدخلوه داره وترك أياماً ، ثمّ بعث إليه أبو بكر أن أقبل فبايع فقد بايع الناس وبايع قومك.