بمقامه بين أظهرنا حتى اختار الله له ما عنده ، فخلى على الناس أمرهم ، ليختاروا لأنفسهم ، مصيبين للحقّ ، لا مائلين عنه بزيغ الهوى ، فإن كنت برسول الله طلبت فحقّنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين طلبت فنحن منهم ، متقدّمون فيهم ، وإن كان هذا الأمر إنّما يجب لك بالمؤمنين ، فما وجب إن كنا كارهين ، فأمّا ما بذلت لنا ، فإنّ يكن حقّاً لك فلاحاجة لنا به ، وإن يكن حقّاً للمؤمنين فليس لك أن تحكم عليهم ، وإن كان حقّنا لم نرض عنك فيه ببعض دون بعض.
وأمّا قولك إنّ رسول الله منّا ومنكم ، فإنّه من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها .. (١).
س ٨ ـ إذن لم تصيبوا هدفكم بأن تجعلوا العباس ( رضي الله عنه ) من طرفكم؟!
ج ـ نعم ، لأنّه رفض وامتنع عن البيعة ، وكان ردّه حاسماً ، وانضم إلى عليّ ، ولم يبايع إلاّ بعد ستّة أشهر ، أيّ بعد موت فاطمة بنت محمّد.
س ٩ ـ ماذا حصل بعد ذلك بالآخرين الذين امتنعوا عن البيعة؟
ج ـ تفقدّت يوماً قوماً تخلّفوا عن البيعة فقالوا لي : إنهم في دار
____________
١ ـ الإمامة والسياسة : ٣٢ ـ ٣٣.