ثلاث : أن يولّوني عليهم ، وأن يخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأن يجيزوا الوفد بنحو ما كان يجيزه.
لكن السلطة والسياسة وأُمّ المؤمنين يومئذ ما أباحت للمحدّثين أن يُحدّثوا بوصيّته الأولى ، فزعموا أنّهم نسوها (١).
س ٣ ـ سيّدي ، عرفنا بأن أُمّ المؤمنين كانت لا تطيب لك ذكراً بخير ، ولكن ـ كما يقول أهل الخلاف ـ بأنّها لا يمكن أن تتحدث عن رسول اللّه بغير الواقع وتستسلم لعواطفها إيثاراً لغرض في نفسها ، وهي زوجة رسول الله وقد أمرها رسول الله صلىاللهعليهوآله أن لا تكتم ما ينزل في بيتها؟
ـ إنّ الناس فهموا من كلمة ( أُمّ المؤمنين ) أنّها فضيلة تخصّ السيّدة عائشة من بين سائر أزواج الرسول صلىاللهعليهوآله ، والحال أنّ الله حرّم على المؤمنين الزواج بنساء النبيّ بعد وفاته بقوله تعالى : ( وَما كانَ
____________
١ ـ قال البخاري ٤ : ٣١ ، كتاب الدعاء ، باب دعاء النبي ، في آخر الحديث المشتمل على قولهم : هجر رسول الله : « وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزه ، ثمّ قال : ونسيت الثالثة » ، صحيح مسلم ٥ : ٧٥ ، كتاب الوصية ، باب ترك الوصية.