فقال : أمّا والله حتى أرميكم بكلّ سهم في كنانتي من نبل ، وأخضب منكم سناني ورمحي ، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي ، وأقاتلكم بمن معي من أهلي وعشيرتي ، ولا والله لو أنّ الجنّ اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربّي ، وأعلم حسابي ، فلمّا أتي بذلك أبا بكر من قوله قلت له : لا تدعه حتى يبايعك.
فقال لنا بشير بن سعد : إنّه قد أبى ولجّ وليس يبابعك حتى يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل ولده معه ، وأهل بيته وعشيرته ، ولن تقتلوهم حتى تقتل الخزرج ، ولن تقتل الخزرج حتى تقتل الأوس ، فلا تفسدوا على أنفسكم أمراً قد استقام لكم ، فاتركوه فليس تركه بضاركم ، وإنّما هو رجل واحد ، فتركناه وقبلنا مشورة بشير بن سعد (١).
وتمّ الأمر وخرجنا من السقيفة وأبو بكر هو الخليفة.
س ٩ ـ المتتبّع لأمر بيعة أبي بكر يرى أنّك كنت وراء كلّ ما حصل ، وكان بإمكانك أن تكون أوّل خليفة ، ولكنّك تركت الأمر
____________
١ ـ الإمامة والسياسة : ١٧.