لأبي بكر ، وفضّلت أن تكون القوة الضاربة في مواجهة ما سيحدث ، ويكون أبو بكر هو الذي في الصورة.
ج ـ هذا صحيح ، والأمر يعود لأمرين.
الأوّل : أنّني ذو طبع حاد وفىَّ غلظة ، وهذا مما كان يُنفّر القوم منّي ، وبذلك صرّح طلحة وبعض المهاجرين الذين دخلوا على أبي بكر في مرض موته بعد ما علموا بأمر استخلافه لي ، فقالوا له : ما أنت قائل لربّك غداً وقد وليت علينا فظاً غليظاً تنفر منه النفوس وتنفضّ عنه القلوب (١)؟
وقد كان أبو بكر أوقر مني وأحلم.
والثاني : كوني الرجل الثاني في خلافة أبي بكر يعطيني امتيازات ، فأنا كنت مدبّر كلّ الأُمور وخيوطها بيدي ، عاقبتها تكون لي آخراً ، وأمّا سخط الناس عن أعمالي إن أسأت فكان يأتي على الخليفة لا علي أنا ، لأنّي أمام الناس كنت أنفذ ما يطلبه هو ، لذلك كنت في خلافة أبي بكر نظريّاً الرجل الثاني وعمليّاً الخليفة ، فقد كنت أتخذ القرارات وأنفذ الخطط وأحلّ وأربط ، وحتى إنّي أرد
____________
١ ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ : ١٩٩ ، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ٣٠ : ٤١١ ، أُسد الغابة لابن الأثير ٤ : ٦٩ ، كنز العمال ٥ : ٦٧٥ ، تاريخ الإسلام للذهبي ٣ : ١١٦.