س ١٩ ـ من المعروف عنك ، أو بمعنى آخر ما وصلنا عنك ، أنّك كنت كثيراً ما تغيرّ الولاة ، وخاصّة الذين يغتنون أو يبدوا عليهم آثار
____________
الرسول فقد عصى الله. وهذا واضح ولكن ( لا تَعْمَى الأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحجّ : ٤٦.
قال تعالى : ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) ، ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ ) ، ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) المائدة : ٤٤ ـ ٤٥ ـ ٤٧.
ثمّ كيف يدافعون عنك ويقولون : إنّك قد رأيت مصلحة في مخالفة ما أمر به الرسول وقد جاء في الحديث الذي ذكره البخاري : « ما كان النبيّ يسأل ممّا لم ينزل عليه الوحي فيقول : لا أدري ، أو لم يُجب حتى ينزل عليه الوحي » صحيح البخاري ٨ : ١٤٨ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ، باب ما يذكر من ذمّ الرأي وتكلف القياس.
ولم يقل برأي ولا قياس لقوله تعالى : ( بما أراك الله ) ، وقد قال العلماء قولا واحداً : « إنّه من قال في كتاب الله برأيه فقد كفر » وهذا بديهي من خلال الآيات المحكمات ومن خلال أقوال وأفعال رسول الله صلىاللهعليهوآله فكيف ننسى هذه القاعدة إذا تعلق الأمر بك أو بأحد الصحابة أو أحد أصحاب المذاهب الأربعة فقط ، فيصبح القول بالرأي في معارضة أحكام الله اجتهاداً يؤجر عليه صاحبه أجراً إن أخطأ ، وأجران إن أصاب؟!
فهل أن الله قد أنزل ديناً ناقصاً وترك لكم أن تكملوه معاذ الله ، فقد قال الله تعالى في سورة المائدة : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً ) المائدة : ٣.