وفي أُمور كنت أرى أنّ النصوص الواردة هي اجتهادات من رسول الله ، قد اجتهد فيها لمصلحة ، فإذا رأيت مصلحة في مخالفتها اجتهدت بمخالفة تلك النصوص ، مثل منع الرسول من كتابة كتاب يعصم الناس من الضلالة ، وهو على فراش الموت ، وكنت أعلم أنّه سيوصي لعلي بناءً على المقدّمات والنصوص الكثيرة الموجودة; لأنّ قريشاً تكره أن تكون النبوّة والخلافة في بني هاشم.
وتوجد اجتهادات اتخذتها وهي آنيّة لظرف حصل في وقتي ، ولكن الناس قد اتخذوها سنّة من بعدي وليس هذا ذنبي ، مثل صلاة التراويح والمتعتين ، فقد حرّمت المتعة من أجل قصة معروفة ، وهي قصة عمرو بن حريث ولم يكن تحريمي أبدياً أو بنصّ قد علمته وجهله كلّ الصحابة (١).
____________
١ ـ صحيح مسلم ٤ : ١٣١ ، كتاب النكاح ، باب نكاح المتعة.
بقي أن نقول للذين يجعلون من معارضتك لكتاب الله وسنّة رسوله ، يجعلون ذلك من مفاخرك ومناقبك التي يمدحونك لأجلها ، والذين يلتمسون لذلك أعذاراً وتأويلات لا يقبلها عقل ولا منطق ، وإلاّ كيف تكون معارضتك لكتاب الله وسنّة نبيه صلىاللهعليهوآله من المجتهدين والله يقول في كتابه الله العزيز :
( وَما كانَ لِمُؤْمِن وَلا مُؤْمِنَة إِذا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ) الأحزاب : ٣٦.
فقد ربط الله عزّ وجلّ إرادته بإرادة رسوله وجعلهما واحدة ، أي : من يعص