س ٧ ـ ماذا فعلتَ بعد ذلك ، وما كانت خطّتك؟
ج ـ أوّلا ، كان يجب أن أبقى في المدينة قريباً من المسجد ودار رسول الله ، لذلك كما قلت لك : أخّرت جيش أُسامة بن زيد ، وبما أنّي كنت قريباً من دار الرسول ، فكنت أوّل من علم بوفاة الرسول ، ولكن أبا بكر لم يكن موجوداً بسبب ذهابه إلى أهله في السنح ، فكان لابدّ أن أنتظره ريثما يحضر لنتابع الخطّة معاً ، ولذلك حملت سيفي ، ووقفت على باب المسجد ومنعت الدخول والخروج من المنزل ، وكنت أقول : إنّ رسول الله لم يمت وإنّما ذهب إلى ربّه كما ذهب موسى ، وإنّه سوف يعود ويقطع أيدي وأرجل رجال يقولون إنّه مات ، وقد أرسلت إلى أبي بكر لكي يأتي ، وانتظرت على هذه الحالة حتى وصل أبو بكر ، وعندما خرج وقال قولته الشهيرة : من كان يعبد محمّداً فإنّ محمّداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت.
وبينما الناس بين مصدّق ومكذّب ، انتهزت هذه الفرصة وقلت لأبي بكر : هيا بنا إلى سقيفة بني ساعدة; لأنّ الأنصار مجتمعون عند رئيسهم سعد بن عبادة وقد كان مريضاً ، ولا بدّ أن نصل هناك لننفذ خطتنا ، وفعلا ذهبنا وأخذنا معنا أبا عبيدة بن الجرّاح ، وفي طريقنا رأينا ( عويم بن ساعدة الأنصاري ومعن بن عدي ) ، وهما من صفوة