فقلت له : لقد كان في رسول الله من أمره ذروٌ من قول ( طرف من قول ) لا يثبت حجّة ولا يقطع عذراً ، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعته من ذلك اشفاقاً وحيطة على الإسلام! وربّ هذه البنية ( يعني الكعبة ) لا تجتمع عليه قريش أبداً! فعلم رسول الله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك (١).
س ٥ ـ هل قلت وحدَك : إنّ رسول الله يهجر ( معاذ الله )؟
ج ـ عندما قلت : إنّ رسول الله يهجر ، انقسم الناس فقوم يقولون : قرّبوا لرسول الله يكتب لكم ، وقوم يقولون ما قلت ، وعندما كثر اللغط قال رسول الله : قوموا عنّي ، فقد علم رسول الله أنّه لم يعد هناك داع من كتابة الكتاب لما سوف يوجب الطعن في مقام النبوّة.
وخرجنا من عند رسول الله بعدما قال قوموا عني ، وكان هذا آخر عهدي برسول الله.
س ٦ ـ هذا يعني أنّ رسول الله مات وهو غاضب منك وممّن كان معك ، ووقف موقفك في ذلك اليوم؟
ج ـ هذا صحيح ، ولكن كان قصدي هو فقط عدم التصريح لعليّ بالخلافة مخافة أن ينقسم المسلمون; لأنّ قريشاً لن ترضى به خليفة كما قلت آنفاً ، وهذا سبب مقالتي التي قلتها.
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٢ : ٢١.