فهل يريد منّا هؤلاء أن نكون مثلهم ، وقد أمرنا الله أن نحكّم عقلنا من بعد الكتاب وسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال تعالى : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوب أَقْفالُها ... ) (١).
ولهذا حرّرت عقلي ، ومضيت في سبيل الله لا أخشى لومة لائم ، وبذلك نزعت التعصّب الأعمى وما أورثه لي أسلافي ، فانكشف لي ما حاولوا تغطيته والتعتيم عليه عبر العصور.
وما أحوجنا الآن إلى دراسة هذا التاريخ الذي اختفى من ورائه النزاع السياسي والصراع الطائفي ، دراسة واقعية على ضوء التحقيق العلمي المجرّد عن التعصّب والتحيز ليظهر الحقّ ، والحقّ أحقّ أن يتّبع.
والحمد لله على ما هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
سوف أُحاول في هذا الكتاب ـ واعتماداً على أبواب عدّة ـ أن أميط اللثام عن الكثير من الحوادث التاريخية التي حصلت بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله من أُمور الخلافة وما تبعها من حوادث وحروب وفتن ومؤامرات.
وقد وضعتُ هذه الأبواب على طريقة إفادات ، أي أن أحضر الشخصيّات التي لعبت دوراً في هذا التاريخ ، وكان لهم الأثر الكبير
____________
١ ـ محمّد : ٢٤.