س ٣ ـ كيف علمتَ بوفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ وما قصة اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة؟
ج ـ أخبرتك آنفاً أنّني كنت في داري عند أهلي في ( السنح ) ، وعند عودتي إلى المدينة لعيادة رسول الله وجدت عمر على باب المسجد واقفاً شاهراً سيفه يتهدّد ويتوعّد الناس ، وهو يقول : إنّ رسول الله لم يمت ، ولكنّه ذهب إلى ربِّه كما ذهب نبّي الله موسى عليهالسلام ، وإنّه سيعود ويقطع أيدي وأرجل رجال يزعمون أنّه مات. وكان لا يدع أحداً يدخل إلى الدار ، فقلت له : على رسلك يا عمر أنصت ، فأبى إلاّ أن يتكلّم ، فلمّا رأيته لا ينصت دخلت ، وكان رسول الله مسجّى في ناحية البيت عليه برد حبرة ، فكشفت عن وجهه وقبّلته ، وقلت : بأبي أنت وأمي ، أمّا الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ، ثمّ لن يصيبك بعدها موتة أبداً ، ثمّ رددت الثوب على وجهه ، ثمّ خرجت وأقبلت على الناس ، فحمدت الله وأثنيت عليه ثمّ قلت :
ـ « أيّها الناس ، من كان يعبد محمّداً فإنّ محمّداً قد مات ، ومن وكان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت ، ثمّ تلوت هذه الآية : ( وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ