خرج على هذا الحال وصلّى هو بالناس.
وكيف يأمرني بذلك وقد كان جنّدني في جيش أُسامة بن زيد وقد كان معسكراً خارج المدينة ، وكنت معهم ، وإنّما كنت أتردّد على المدينة لعيادة رسول الله ، ومن المعلوم أنّ قائد الجيش هو الإمام في الصلاة ، وقد كان أُسامة بن زيد هو إمامنا في الصلاة؟
وقبل وفاته استأذنته بالذهاب إلى أهلي بالسنح (١) ، فأذن لي ، لذلك عندما توفّي رسول الله لم أكن في المدينة.
وأيضاً لم احتج بقصة الصلاة في السقيفة لأنّها عليّ لا لي.
ـ وأمّا بشأن أنّي كنت صديقه في الغار ، فقصته أنّني أتيت في يوم هجرة رسول الله إلى داره ، فوجدت علياً ، فسألته عن نبيّ الله فأخبرني أنّه لحق بالغار من ثور ، فخرجت مسرعاً ، فلحقت نبيّ الله في الطريق ، فسمع رسول الله جرسي في ظلمة الليل ، فحسبني من المشركين ، فأسرع في المشي ، فانقطع قبال نعله ، ففلق إبهامه حجر ، فكثر دمها ، وأسرع السعي ، فخفت أن يشقّ على رسول الله ، فرفعت صوتي وتكلّمت ، فعرفني رسول الله ، فقام حتى أتيته ، فانطلقنا ورجل رسول الله تستن دماً حتى انتهينا إلى الغار في الصبح (٢).
____________
١ ـ السنح : أرض قريبة من المدينة.
٢ ـ تاريخ الطبري ٢ : ١٠٠.