برضى من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويستشهدون على ذلك بأنّك صلّيت بالناس عند مرض الرسول صلىاللهعليهوآله ، وبأنّك أوّل من أسلم من الرجال ، وأنّك صديقه في الغار فما ردّك على ذلك؟
ج ـ أولا : لم يكن معي من رسول الله أيّ نصّ ، ولو كان معي مثل هذا النصّ لاحتججت به يوم السقيفة; لأنّي كنت في أشد الحاجة إلى ما أثبت به أمري يوم ذاك.
ـ ثانياً : أمّا بشأن ما يدّعيه البعض من موضوع الصلاة ، فهي لم تكن إلاّ مرّة واحدة. وقصتها : إنّ ابنتي عائشة بعثت لي وقالت : إنّ رسول الله مريض فصلّ بالناس ، وما إن بدأت بالصلاة حتى خرج رسول الله يتهادى من شدّة مرضه بين الفضل بن العباس وعلي ودخل المسجد وصلّى عن يميني قاعداً وصلّى الناس ، فلمّا فرغ من الصلاة أقبل على الناس وكلّمهم رافعاً صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول : « يا أيّها الناس سُعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، وإنّي والله لا تمسكوا عليّ شيئاً. إنّي لم أُحلّ لكم إلاّ ما أحلّ لكم القرآن ، ولم أُحرّم لكم إلاّ ما حرّم عليكم القرآن » (١).
وعليه فإنّ رسول الله لم يأمرني بالصلاة بالناس ، ولو كان فعل لما
____________
١ ـ تاريخ الطبري ٧ : ٤٤١.