عَلى أَعْقابِكُمْ ... ) إلى آخر الآية (١).
فوالله لكأن الناس لم يعلموا أنّ هذه الآية نزلت على رسول الله ، فأتاني عمر وأخبرني أن أخرج إليه ، وعندما خرجت أخبرني أنّ بعض الأنصار مجتمعون في سقيفة بني ساعدة لأمر ، ولابدّ أن نكون هناك حتى لا يقطع أمر لا نكون فيه ، فذهبنا وأخذنا معنا أبا عبيدة بن الجراح ، وفي طريقنا باتجاه السقيفة وجدنا ( عويم بن ساعدة الأنصاري ومعن بن عدي ) وهما من صفوة الأنصار وممّن شهدوا بدراً ، وقالوا لنا : ارجعوا واقضوا أمركم بينكم.
فلم نلتفت إليهم وتابعنا مسيرنا إلى السقيفة ، وعندما وصلنا وجدنا جماعة من الأنصار ويوجد بينهم رجل مزّمل.
فقلنا لهم : من هذا الرجل؟
فقالوا : سعد بن عبادة ، وقد كان مريضاً لا يقوى على الوقوف.
وهنا حاول عمر أن يتكلّم ، ولكنّي منعته وبدأت الكلام ، فحمدت الله وأثنيت عليه ، ثمّ ذكرت ما للأنصار من فضل فلم أترك شيئاً إلاّ قلته ، ثمّ قلت : كنا معاشر المسلمين المهاجرين أوّل الناس إسلاماً ، والناس لنا في ذلك تبع ، ونحن عشيرة رسول الله ، وأوسط العرب أنساباً. ليس من قبائل العرب إلاّ ولقريش فيها ولادة.
وبعد أن أنهيت كلامي وقف عمر ، وقد كان قد زوّر مقالة قبل أن
____________
١ ـ آل عمران : ١٤٤.