يأتي إلى السقيفة ، وكان يريد أن يقولها قبلي ولكن منعته (١).
فقال عمر : إنّه والله لا ترضى العرب أن تؤمرّكم ونبيّها من غيركم ، ولكنّ العرب لا ينبغي أن تولي هذا الأمر إلاّ من كانت فيها وأولوا الأمر منهم ، لنا بذلك على من خالفنا من العرب الحجّة الظاهرة والسلطان المبين ، من ينازعنا سلطان محمّد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته ، إلاّ مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورّط في هلكة.
فقالت الأنصار : لا نبايع إلاّ علياً.
فقلت لهم : إنّي ناصح لكم في أحد هذين الرجلين أبي عبيدة بن الجرّاح ، أو عمر بن الخطاب ، فبايعوا من شئتم.
فقال عمر : معاذ الله أن يكون ذلك وأنت بين أظهرنا ، أبسط يدك أُبايعك.
فبايعني عمر وأبو عبيدة وتتابع الأنصار على مبايعتي ، وتخلّف سعد وأولاده.
فقال عمر : اقتلوا سعداً قتله الله.
وتمّت البيعة ، ثمّ ذهبنا إلى المسجد فقال عمر للناس :
مالي أراكم حلقاً شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعه الأنصار ، فقام عثمان ومن معه من بني أُميّة فبايعوا ، وقام سعد بن أبي
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٧ ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة : ١٣ ، ونحوه في تاريخ تاريخ الطبري ٢ : ٤٥٨.