فأعطيته كتاب ( التشيع ) للسيد عبد الله الغريفي ـ حفظه الله ـ وطلبت منه أن يتصل بي إن أشكل عليه أمر ما ، وودعته على أمل اللقاء به بعد أسبوع.
وعندما أتى الموعد ذهبت إلى المسجد ولم يكن قد اتصل بي خلال هذا الأسبوع ، وعندما قابلته بعد الصلاة اعتذر وقال : إنّه لم يقرأ الكتاب لأنّه مشغول ، وعنده دورة لتحفيظ القرآن الكريم ، وواعدته في الأسبوع الذي يليه ، ولكنّه للأسف خرج من المسجد عندما رآني وأنا أصلي ، ولم يلتفت إليّ.
فعرفت أنّه لم ولن يقرأ الكتاب ، فلم أعد له ولم يتصل بي ، ولكنّي عرفت رأيه من نظرة بعض الأصدقاء لي ونفورهم منِّي ، وكانوا يقولون لي : لماذا تركت مذهبك واعتقادك السابق ، وكنت دائماً أشرح لهم وأعرَّفهم الحقّ وقد اهتدى البعض ، واستنكف آخرون; لأنّهم كانوا يأخذون بكلام مشايخهم وإن كان بلا دليل ، ويرفضون كلامي وإن أتيت عليه بألف دليل من الكتاب والسنّة. وقد نسوا قول الله تعالى : ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ... ) (١).
ومن المعلوم أنّ النصارى لا يعبدون أحبارهم ولا رهبانهم ، بل يطيعونهم فيما يقولون ويصدّقونهم ويسلّموا لهم دون دليل ودون تعقّل أو تفهّم ، لذلك وصفهم الله بأنّهم يعبدونهم من دون الله.
____________
١ ـ التوبة : ٣١.