النعمة والتبذير ، فقد كنت تصادر منهم نصف أموالهم وتعزلهم عن ولاياتهم ، إلاّ معاوية بن أبي سفيان ، فقد تركته في ولايته على دمشق بعد أخيه يزيد مدّة حكم أبي بكر وحكمك ، بالرغم ممّا كان يأتيك من أخباره وتبذيره وما تراه أنت ، حتى وصفته أنت بـ ( كسرى العرب ) ، ولم تعزله حتى صار له نفوذ كبير ممّا أسّس فيما بعد لقيام دولة بني أُميّة؟
ج ـ نعم ، هذا صحيح فقد كنت أعزل من تأتيني الأخبار عنهم بأنّهم قد خالفوا ما أمرتهم به من خشونة العيش ، ولكن من كنت أعزله كان ممّن لا أخاف منه الفتنة وتقليب الأُمور عليَّ ، أمّا معاوية فقد كنت أكسب به ولاء بني أُميّة أجمعين ، لذلك تركته في مقامه ، ولو أنّي وأبا بكر لم ندع ما في أيدي أبي سفيان من الصدقات وجعلنا ابنيه قادة للجيش الذاهب إلى الشام لما استقام لنا الأمر ، ولم نفز بهذا التحالف ضدّ عليّ وبنيه ، ولمّا استقام لنا الأمر.
س ٢٠ ـ لقد وصفت بيعة أبي بكر بأنها : « فلتة وقى الله المسلمين شرّها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه » (١).
فلماذا قلت هذا الكلام مع أنّ هذا طعن منك في أبي بكر وفي وصيّته لك بالخلافة; لأنّ خلافتك وليدة تلك الفلتة التي تقولها أنت؟
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ : ٣١.