زواجره بيّنة ، وشواهده لائحة ، وأوامر واضحة ، أرغبة عنه تريدون ، أم لغيره تحكمون؟! بئس للظالمين بدلا! ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ ).
ثمّ لم تلبثوا إلاّ ريث أن تسكن نفرتها ، تسرون حسواً في ارتغاء ، ونحن نصبر منكم على مثل حز المدى ، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا ( أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِقَوْم يُوقِنُونَ ) (١)؟
يا بن أبي قحافة : أترث أباك ولا أرث أبي؟! لقد جئت شيئاً فرياً إدّاً! فدونكها مخطومه مرحولة ، تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمّد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون »!
ثم قُمت خطيباً ، فحمدتُ الله وأثنيت عليه وصليت على محمّد وقلت :
يا خير النساء وابنة خير الآباء ، والله ما عدوت رأي رسول الله ولا عملت إلاّ بإذنه ، وإنّ الرائد لا يكذب أهله ، وإنّي أشهد الله وكفى بالله شهيداً ، إنّي سمعت رسول الله يقول : « نحن معاشر الأنبياء لا نورث » (٢).
____________
١ ـ المائدة : ٥٠.
٢ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢٥٢.