أراكم حلقاً شتى ، قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعه الأنصار.
وهو الذي أصدر أمراً بقتل سعد بن عبادة في السقيفة.
وهو الذي هدّد عليّ بن أبي طالب بضرب العنق إن لم يبايع.
وهو الذي ضمّ أبا سفيان إلينا بأن نصحني بترك ما بيده من الصدقات ، ثمّ ولّى ابنيه يزيد ومعاوية على الجيش.
باختصار : إنّ عمر كان الرجل الثاني في الدولة في خلافتي ، وقد كنت أسمع رأيه وآخذ به.
وقد كان أكثر من ذلك ، فقد كان يحلّ ويبرم في خلافتي وكأنّه الأمير ، فقد كتبت لعيينه بن حصن والأقرع بن حابس كتاباً ، فأخذاه إلى عمر ليشهد ، فما أن شاهد عمر الكتاب لم يعجبه ، فتفل فيه فوراً ومحاه ، فرجعا إليَّ وقالا لي : والله لا ندري أأنت الأمير أم عمر؟
فقلت لهم : بل هو لو شاء كان.
فجاء عمر إليَّ وقرّعني بشدّة على هذا الكتاب.
فقلت له : فلقد قلت لك : إنّك أقوى منّي على هذا الأمر لكنّك غلبتني (١).
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٢ : ٥٩ ، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ٩ : ١٩٦ ، الإصابة لابن حجر ٤ : ٦٤٠.