والذي أنا فيه خيرٌ مما تدعوني ، اخرجوا ».
فما الذي حملك على منع رسول الله صلىاللهعليهوآله من كتابة الكتاب؟
ج ـ عند عودتنا من حجّة الوداع عرفنا أنّ أجل رسول الله قد دنا ، فقد استوقفنا رسول الله بعدما صدر من حجّته في مكان يدعى غدير خُم فنادى الصلاة جامعة ، فاجتمعنا المهاجرون والأنصار ، وقام رسول الله وسطنا فقال : « كأنّي قد دُعيت فأجبت ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى ، وعترتي أهل بيتي. فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فقد أنبأني العلي القدير بأنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض وإنّي سأسألكم عنهما ».
ثمّ ضرب بيده إلى عضد عليّ فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعه فقال : « أتعلمون إنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم »؟
قالوا : نعم ، يا رسول الله.
فقال رسول الله : « فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأدر الحقّ معه حيث دار ».
فلقيته بعد ذلك فقلت له : هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (١).
____________
١ ـ مصادر هذا الحديث كثيرة جداً وبألفاظ مختلفة ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :