وقال الزركلي في أعلامه
: مصطفىٰ بن الحسين الحسيني التفريشي عارف بالتراجم ، إمامي ، له « نقد الرجال » (١) . وأما عمر رضا كحّالة
فقد قال في معجمه : فاضل ، عارف بالرجال ، أخذ عن عبدالله التستري الاصفهاني ، من آثاره « نقد الرجال » (٢)
. نحن و « نقد الرجال »
. دوّن علمائنا رضوان
الله تعالىٰ عليهم في علم الرجال الكثير من المصنّفات الباهرة والآثار القيّمة ، وكان لكّل واحد منهم أساليبه ومبانيه وخصائصه التي امتاز بها عن الآخر . ولا يخفىٰ علىٰ
كلّ من اطّلع علىٰ كتاب « نقد الرجال » أنّ اسمه حاكٍ عن محتواه ، فالمؤلّف ـ قدسسره ـ سلك في تأليفه مسلك النقد والتحقيق بأوثق
الأدلة وأمتن المباني ، جامعاً فيه الأقوال والأراء علىٰ نهج قلّ نظيره ، بأوجز
الكلمات وأحسن الترتيب وأجمل العبارات مع غاية من الفائدة والانتفاع . ولقد أشار المصنّف رضي
الله عنه بنفسه إلىٰ الغاية من تأليفه هذا السفر الجليل وبيّن لنا بعض مزاياه والاُسلوب الّذي سار عليه في التأليف ، حيث قال ـ بعد أنّ حمد الله وأثنىٰ عليه وصلّىٰ وسلم علىٰ رسول
الله وأوصيائه الطاهرين ـ : أمّا بعد فيقول
الفقير المحتاج إلىٰ رحمة الله الغني مصطفىٰ بن الحسين الحسيني التفريشي : إنّه لا شكّ ولا ارتياب في أنّ علم الحديث والآثار من أشرف العلوم الإسلاميّة قدراً وأحسنها ، أعظم العلوم الدينيّة أجراً وأنفعها ، والحكم بصحّة الأحاديث وضعفها موقوف علىٰ العلم بأحوال الرجال . __________________ (١) الأعلام ٧ : ٢٣٢
. (٢) معجم المؤلّفين
١٢ : ٢٤٧ .