بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الحكم
العدل ، العليّ الكبير ، اللطيف الخبير . والصلاة علىٰ السراج المنير ، البشير النذير ، محمّد الأمين ، وآله الدرر الميامين . لا ريب أنّ الاشتغال
بالعلم الديني هو خير الأعمال وأفضلها ، وأخصّه فضيلةً وأعظمه بركةً هو تمييز ومعرفة الصحيح الوارد عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهمالسلام . والمتتبّع الخبير
والمدقّق الفهيم تراه محيطٌ بالخصوصيات والسمات التي تلازم الأدلة الاجتهادية الأربعة : فالكتاب الكريم ، غير
متكفّل ببيان جميع الأحكام ، بل لا يتكفّل بخصوصيات ما تكفّل ببيانه من العبارات . والعقل ، فموارد
ادراكه للأحكام الشرعية قليلةٌ ، تنحصر في إدراك الملازمة بين حكمٍ شرعي وحكم آخر . أمّا الإجماع ، فالكاشف
منه عن قول المعصوم شاذّ نادر ، وغير الكاشف لا يمكن له أن يكون حجّة ؛ حيث إنّه لا يخرج عن إطار الظنّ غير المعتبر . فتحقّق أنّ استنباط
الحكم الشرعي يتمّ غالباً عبر الروايات المأثورة عن أهل البيت عليهمالسلام ، إلّا أنّ إثباته من خلالها يتوقّف
علىٰ أمرين :