قال : ان الأيام تدور وهو يوم السّبت لسبع وعشرين من رجب ، قال : قلت : فما نفعل فيه؟ قال : تصوم وتكثر الصلاة على محمد وآله عليهمالسلام (١).
وذكر الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه في كتاب ثواب الأعمال وفي أماليه عن النبي صلىاللهعليهوآله فقال : ومن صام من رجب سبعة وعشرين يوماً أوسع الله عليه القبر مسيرة أربعمائة عام ، وملأ جميع ذلك مسكاً وعنبراً (٢).
فصل (٩٨)
فيما نذكره من تأويل من روى ان صوم يوم مبعث النبي صلىاللهعليهوآله بعدل ثوابه ستّين شهراً
اعلم انّ تعظيم يوم مبعث النبي صلىاللهعليهوآله أعظم من ان يحيط به الإنسان بمقالة ثواب الصائمين لهذا اليوم العظيم ، فامّا من ذكر انّ صومه بستّين شهراً فيحتمل ان يكون معناه ان صومه يعدل ثواب ما يعمل الإنسان في الستّين شهراً من جميع طاعاته ، وذلك عظيم لا يعلم تفصيله الاّ الله العالم لذاته ولم يقل في الحديث انّه يعدل صوم ستين شهرا.
ويحتمل أيضا إذا حملناه ان يعدل ثواب صوم ستّين شهراً ، ان يكون مقدار ثواب الصائمين لهذا اليوم العظيم قدراً على ما يبلغه كلّ صائم له من الطريق التي يعرف بها فضله ، فان المطيعين لربّ العالمين ولسيد المرسلين يتضاعف أعمالهم بحسب تفاضلهم في اليقين وإخلاص المتّقين والمراقبين ، فيكون الثواب الضعيف في التّعريف ستّين شهراً لقصوره عن معرفة قدر هذا الثواب الشريف.
وينبّه على ذلك ما ذكره جعفر بن محمد الدوريستي في كتاب الحسني بإسناده قال :
قال الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام : لا تدع صوم سبعة وعشرين من رجب فإنه اليوم الذي أنزلت فيه النبوة على محمد صلىاللهعليهوآله وثوابه مثل ستّين شهرا
__________________
(١) مصباح المتهجد ٢ : ٨٢٠ ، الكافي ٤ : ١٤٨ ، الفقيه ٢ : ٩٠.
(٢) ثواب الأعمال : ٨١ ، أمالي الصدوق : ٤٣٢ ، عنهما البحار ٩٧ : ٣٠.