الكتاب ما يدلّ على ما يعرفه الإنسان من نفسه من سوء الآداب على مالك يوم الحساب.
فروينا انّه ينادي ملك من الله جل جلاله عند كلّ صلاة أيّها النّاس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فاطفؤها بصلاتكم وأنت تعلم ما بين الظهرين وبين العشاءين من الوقت اليسير.
ومع هذا فهذا الحديث يقتضي انّه ما يسلم العبد فيما بين هذين الوقتين من حال يقتضي استحقاق النار وخطرها الكبير.
فاعرض من عمل هذا الشهر السعيد عند آخر يوم منه عرض اعمال لئام العبيد على مولاهم العظيم المجيد وعرض اعمال أهل الإباق والتشرّد والجفا على مالك ما عاملهم بغير الصفاء والوفاء وستر العيوب والتّجاوز عن المعاجلة عن الذنوب.
يقول سيدنا السيد الامام الأوحد البارع الورع الفاضل الكامل الفقيه العلاّمة ، أوحد دهره وفريد عصره علاّمة الوقت رضي الدين ركن الإسلام شرف السادة جمال العارفين أفضل المجتهدين ، سند الطائفة بن البتول وقرّة عين الرسول ، ذو الحسبين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس ، أسعده الله بالإقبال والقبول وبلوغ المأمول بمحمد وآله :
وهذا آخر ما اقتضاه حكم الامتثال لمراسم الموفّق لنا ومالك العناية بنا في ذكر الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة واحدة كلّ سنة في هذا المجلّد ، من الفضل المجدّد والثواب المخلّد.
وعسى ان يقول بعض أهل الكسالة والجاهلين بمعرفة مالك الجلالة وحقوق صاحب الرسالة والمحجوبين عن علم ما بين أيدي العباد من أحوال الخاتمة وأهوال المعاد انّ في أيديهم المصباح وغيره من المصنفات ما ليس عندهم نشاط للرغبة إليه ، فأي حاجة كانت إلى زيادة عليه.
فأقول : ان الذي أودعناه كتابنا هذا ما هو مجرّد زيادات وعبادات ، ولا كان المقصود جمع صلوات ودعوات ، وانّما ضمنّاه ما لم يعرف فيما وقفنا عليه المخالف والمؤالف مثل الذي هدانا الله جلّ جلاله بتصنيفه إليه من كيفية معاملات الله جل جلاله بالإخلاص في