الصادق عليهالسلام باثنتي عشرة ركعة على الوصف الّذي ذكرناه.
ذكر محمد بن علي الطرازي انّها تصلّى ليلة سبع وعشرين من رجب أيضا ، وقال :
فإذا فرغت قرأت وأنت جالس الحمد اربع مرات ، وسورة الفلق أربعا والإخلاص أربعا ، ثم قل : اللهُ اللهُ رَبِّي لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً اربع مرات ، ثم ادع بما تريده.
فصل (٩٦)
فيما نذكره من تعظيم اليوم السابع والعشرين من رجب بالمعقول
اعلم انّ الرحمة التي نشرت على العباد وبشّرت بسعادة الدنيا والمعاد بالاذن لسيد المرسلين صلىاللهعليهوآله وعلى ذريته الطاهرين ، في انّ يظهر رسالته عن رب العالمين إلى الخلائق أجمعين ، كانت السعادة بإشراق شموسها وتعظيمها وتقديمها على قدر ما أحيى الله جلّ جلاله بنبوّته من موات الألباب وأظهر بقدس رسالته من الآداب وفتح بهدايته من الأبواب إلى الصواب.
وذلك مقام يعجز عن بيانه منطق اللسان والقلم والكتاب ، ولا تحصيه الخواطر ولا تطّلع على معانيه البصائر ، ولا تعرف له عددا ، ( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً. ) (١) وأنت إذا أنصفت علمت انّ الأمم كانت تائهة في الضّلال وقد أحاط بهم استحقاق الاستئصال ، وقد كانت اليهود في قيود ضلالها لمخالفة موسى عليهالسلام ، والنصارى هالكة بسوء مقالها في عيسى عليهالسلام ، والعرب ومن تابعها سالكة سبيل الدواب والانعام وفاقدة لفوائد الأحلام بعبادة الأصنام ، وبحر الغضب من الله جلّ جلاله قد أشرف على أرواح أهل العدوان ، وأمواج العطب قد أحاطت بنفوس ذوي الطّغيان ، ونيران العذاب قد تعلّقت بالرقاب وسعت إلى الفتك بالأجساد ، ورسل الانتقام قد أشمتت بأهل الإلحاد والعناد وقلوب الأعداء والحسّاد وأهل الضلال ذوو
__________________
(١) الكهف : ١٠٩.