الباب الثامن
فيما نذكره ممّا يختصّ بشهر رجب وبركاته
وما نختاره من عباداته وخيراته
وفيه فصول :
فصل (١)
فيما نذكره بالمعقول من تعظيم شهر رجب والتنبيه على شرف محله وتحف فضله
اعلم انّنا كنا ذكرنا في أَوائل هذا الجزء وبعد إثبات أبواب هذا الكتاب انّ الشهور كالمراحل إلى الموت وما بعده من المنازل ، وانّ كلّ منزل ينزله العبد في دنياه في شهوره وأيّامه ، فينبغي أن يكون محلّه على قدر ما يتفضّل الله جلّ جلاله فيه من إكرامه وانعامه.
ومذ فارقت أيّها الناظر في كتابنا هذا شهر ربيع الأول الّذي كان فيه مولد سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وما ذكرناه فيه من الفضل المكمّل ، لم تجد من المنازل المتشرّفة بزيادة المكتسب أفضل من هذا شهر رجب ، لاشتماله على وقت إرسال الله جلّ جلاله رسوله محمّداً صلوات الله عليه إلى عبادة وإغاثة (١) أهل بلاده بهدايته وإرشاده ،
__________________
(١) اعانة ( خ ل ).