لعصيانه وكثرة تفريطه في طاعات الله سبحانه ، ولن ينجو من باطل المنامات و [أحلامها] (١) إلّا الأنبياء والأئمّة ـ صلوات الله عليهم ـ ومن رسخ من الصالحين.
وقد كان شيخي رضياللهعنه قال لي : (إن كل من كثر علمه واتسع فهمه قلّت مناماته ، فإن رأى مع ذلك مناما وكان جسمه من العوارض سليما فلا يكون منامه إلّا حقا). يريد بسلامة الجسم : عدم الأمراض المهيجة للطباع وغلبة بعضها على ما تقدم به البيان.
والسكران أيضا لا يصح له منام ، وكذلك الممتلئ من الطعام ؛ لأنه كالسكران (٢). انتهى المقصود نقله من كلامه.
وقال السيد المرتضى رضياللهعنه في كتاب (الغرر والدرر) في جواب سائل سأله : ما القول في المنامات ؛ أصحيحة هي أم باطلة؟ ومن فعل من هي؟ وما وجه صحتها في الأكثر؟ وما وجه الإنزال عند رؤية المباشرة في المنام؟ وإن كان فيها صحيح وباطل فما وجه (٣) السبيل إلى تمييز أحدهما من الآخر؟
الجواب : (اعلم أن النائم غير كامل العقل ؛ لأن النوم ضرب من السهو ، والسهو ينفي العلوم ، ولهذا يعتقد النائم الاعتقادات الباطلة لنقصان عقله وفقد علومه.
وجميع المنامات إنما هي اعتقادات [يبتدأ بها] (٤) النائم في نفسه).
إلى أن قال : (وينبغي أن يقسم ما يتخيل النائم أنه يراه إلى أقسام ثلاثة (٥) : منها ما يكون في غير سبب يقتضيه ، ولا داع يدعو إليه اعتقادا مبتدئا.
ومنها ما يكون من وسواس الشيطان ، [ومعنى هذه الوسوسة أن الشيطان]
__________________
(١) من المصدر ، وفي النسختين : اخلافها.
(٢) كنز الفوائد ٢ : ٦٠ ـ ٦١.
(٣) ليست في «ح».
(٤) من المصدر ، وفي النسختين : يبديها.
(٥) في «ح» : ثلاثة أقسام.