الحقيقة ولا مرئي ، وإنما ذلك في اليقظة.
ولو حملناه على النوم لكان تقدير الكلام : من اعتقد أنه يراني في منامه ـ وإن كان غير راء له على الحقيقة ـ فهو في الحكم كأنه قد رآني ، وهذا عدول عن ظاهر لفظ (١) الخبر وتبديل (٢) لصيغته) (٣) انتهى.
أقول : أنت خبير بما في كلام هذين العمدتين قدسسرهما ، ولكنه مبنيّ على ما تقدم نقله عنها في المقام الأول من منع صحة الرؤية في المنام ، وسيأتيك إن شاء الله تعالى في المقام ما يظهر به ما فيه ، ويكشف عن باطنه وخافيه.
ثم إنه قد اختلف العلماء من الخاصة والعامة في أن المراد : رؤيتهم عليهمالسلام في صورهم الأصلية ، أو بأي صورة كانت. وظاهر الأكثر من الطرفين هو الرؤية بأيّ صورة كانت. والأخبار الواردة في المقام محتملة للأمرين. وكيف كان فالكلام هنا يقع في موضعين :
أحدهما : في كون هذه الرؤية هل هي على سبيل الحقيقة ، بمعنى أن الرائي له صلىاللهعليهوآله في المنام مثل الرائي له (٤) في اليقظة؟
ظاهر الأخبار ذلك ؛ لأن قوله صلىاللهعليهوآله : «من رآني فقد رآني ..» معناه في حال نومه فقد رآني حقيقة كما أنا عليه في اليقظة. قال في (النهاية) : (الحق ضد الباطل ، ومنه الحديث : «من رآني فقد رأى الحق ..» ، أي رؤيا صادقة ، ليست من أضغاث الأحلام. وقيل : فقد رآني حقيقة غير مشبّه) (٥) انتهى.
__________________
(١) في «ح» : لفظه.
(٢) ليست في «ح».
(٣) لم نعثر عليه في الغرر والدرر ، بل هو موجود بنصّه في رسائل الشريف المرتضى (المجموعة الثانية) : ١٢ ـ ١٣ ، ونقله عنه في الغرر والدرر المجلسي في مرآة العقول ٢٥ : ٢١٢ ـ ٢١٣.
(٤) ليست في «ح».
(٥) النهاية في غريب الحديث والأثر ١ : ٤١٣ ـ حقق.