ثم قال في بعض حديثه : «نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال». فقيل له : يا بن رسول الله ، أين هذا من (كتاب الله)؟ قال : «إنّ الله تعالى يقول (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النّاسِ) (١) ، وقال (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) (٢) ، وقال (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (٣)» (٤).
إلى غير ذلك ممّا يطول به الكلام.
وأما الآية الثالثة فظاهر سياقها ، وقوله سبحانه (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (٥) [يدلان] (٦) على كون المستنبطين هم الأئمّة عليهمالسلام ، وبذلك تواترت أخبارهم عليهمالسلام. ففي (الجوامع) عن الباقر عليهالسلام في تفسيرها : «هم الأئمّة المعصومون» (٧).
والعياشي عن الرضا عليهالسلام : «هم آل محمد ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام (٨)» (٩).
وفي (الإكمال) (١٠) عن الباقر عليهالسلام مثل ذلك. وقد تقدم في بعض الأخبار التي قدمناها ما يشعر بذلك أيضا.
وأما الآية الرابعة ، فإنا ـ كما سيتضح لك ـ لا نمنع فهم شيء من (القرآن) بالكلية ، كما يدّعيه بعضهم ، ليمتنع وجود مصداق الآية ، فإن دلالة الآيات على
__________________
(١) النساء : ١١٤.
(٢) النساء : ٥.
(٣) المائدة : ١٠١.
(٤) الكافي ٥ : ٣٠٠ / ٢ ، باب في حفظ المال .. ، تهذيب الأحكام ٧ : ٢٣١ ـ ٢٣٢ / ١٠١٠ ، وسائل الشيعة ١٩ : ٨٣ ، كتاب الوديعة ، ب ٦ ، ح ٢.
(٥) النساء : ٨٣.
(٦) في النسختين : يدل.
(٧) جوامع الجامع : ٢٧٤.
(٨) في «ح» بعدها : والحرام.
(٩) تفسير العياشي ١ : ٢٨٦ ـ ٢٨٧ / ٢٠٦.
(١٠) كمال الدين ١ : ٢١٨ / ٢ ، بالمعنى.