ابتغاء لوجه الله تعالى ، وحقن دماء المسلمين. خرجه الدولابي (١).
وروى الدينوري عن علي بن محمّد بن بشير الهمداني ، قال : خرجت أنا وسفيان ابن ليلى حتّى قدمنا على الحسن المدينة ، فدخلنا عليه ، وعنده المسيب بن نجبة وعبدالله بن الوداك التميمي ، وسراج بن مالك الخثعمي ، فقلت : ( السلام عليك ... قال : وعليك السلام ، اجلس ، لست مذل المؤمنين ، ولكني معزهم ، ما أردت بمصالحتي معاوية إلاّ أن أدفع عنكم القتل عندما رأيت من تباطؤ أصحابي عن الحرب ، ونكولهم عن القتال ، ووالله لئن سرنا إليه بالجبال والشجر ما كان بد من إفضاء هذا الأمر إليه (٢).
وجاء في شرح النهج لابن أبي الحديد : التفت حجر بن عدي إلى الحسن عليهالسلام ، فقال : ... إنا رجعنا راغمين بما كرهنا ، ورجعوا مسرورين بما أحبوا. فتغير وجه الحسن عليهالسلام ، وغمز الحسين عليهالسلام حجرا ، فسكت ، فقال الحسن عليهالسلام : يا حجر ليس كل الناس يحب ما تحب ، ولا رأيه كرأيك ، وما فعلت إلاّ إبقاء عليك ، والله كل يوم في شأن (٣).
وجاء في كتاب الإمامة والسياسة من كلام لهعليهالسلامفي ذلك : ... ولكني أشهد الله وإياكم أني لم أرد بما رأيتم إلاّ حقن دمائكم ، وإصلاح ذات بينكم ، فاتقوا الله وارضوا بقضاء الله ، وسلموا لأمرالله ، والزموا بيوتكم ، وكفوا أيديكم (٤).
فالخلاصة نستفيد من مجموع هذه الكلمات الشريفة أن الأمور في زمانه
__________________
١ ـ ذخائر العقبى ، أحمد بن عبدالله الطبري : ١٣٩.
٢ ـ الأخبار الطوال ، الدينوري : ٢٢٠ ـ ٢٢١.
٣ ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٦/١٥.
٤ ـ الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة الدينوري : ١/١٨٦.