أجمل من تسكنه عنادل الدعة والسلام ، وأطيب ما تفوح منه أزهار نيسان مفتحة بعمر جديد.
ما اصدق أن يتجدد الحزن القديم على سيد الشهداء عليهالسلام وأنت تسافر جريحا عبر قصائد الديوان ، وغريبا في فلاة كلها أشواك تحاصر ألألم الدفين ، وطوفان أموي مجنون يغمر حدائق الحلم ، وخيام ألأمان ، ويلوكها بنيران من لجج ، حتى إذا إتسع الجرم ، وعظم الذنب ، وإشتدت حمرة الدم لتغرق الشمس تركها كالهشيم.
لقد إستطاع الشاعر بما أوتي من قريحة خصبة ، وعاطفة متأججة في حب الحسين عليهالسلام أن يردنا إلى فاجعة الحدث ، وينفخ فينا الوجع ألأبدي المخضب بالحسرات الحارقة ، ويشغشغ في أكبادنا الجرح مرة أخرى ، مسفوحا على عتبات الذكرى ، ومذبوحا على جذوع ألإنكسار ، ومصلوبا على رملته من خلاف ، أحسست وأنا اقرأ أشعار المخطوط برغبة شديدة في البكاء حينا ، وأحيانا أخرى بغضب هادر يوقد فيّ الثورة على الركود ، والعزم على التحديد ، ومحو رسوم الظلم ألأفين ، فهل من دواء للقلب المكلوم غير السيوف القواطع ، وخميس ألأسنة المشرعة ، ذاك هو الحسين عليهالسلام الرمز ألأسطوري الخالد خلود القدر في لوحه المحفوظ ، مشرقا يكتب للبشرية كتاب نبراسها ، ومنهاج سيرتها ، وتعاليم الفتوح ألإشراقية المثمرة لها بالخلاص ، فما أروعه إذ يقول :
هل غير ماضية السيوف شفاء |
|
أم غير تعناق الكماة دواء |
ذاك الحسين ولا أظنك عارفا |
|
ما نونه ما سينه ما الحاء |
ذاك الذي أعطى المهند حقه |
|
في يوم نحسٍ لم تزره ذكاء |
تقرأ سرور الشاعر عطرا بين ثنايا ألأبيات ، فتلمح تهليلاته بالخالدات من أيام الحسين عليهالسلام المحملة بألأريج ، والمرصعة بيواقيت البشرى التي تحف ألإنسان وهو ينتظر صبحه القريب.
ولن يخفى إشعاع الصحوة الحسينية عن ناظر مهما طوحت به غياهب الفجاج ، ومهما ضلت به قدم الليل وزلت في سحيق الكهوف الموحشة ، حري بالمثقفين من الشعراء والكتاب والمفكرين أن يجعلوا من قضية