(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (١٨٥) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٨٦))
تفسير المفردات
توفون أجوركم : أي تعطونها وافية كاملة غير منقوصة ، زحزح عن النار : نحّى عنها ، فاز سعد ونجا ، والمتاع : ما يتمتّع وينتفع به مما يباع ويشترى ، والغرور : إصابة الغرّة والغفلة ممن تخدعه وتغشّه ، لتبلونّ أي لتختبرن أي لتعاملنّ معاملة المختبرين لتظهر حالكم على حقيقتها ، فى أموالكم أي بالبذل فى سبيل الله وبالجوائح والآفات ، وفى أنفسكم أي بالقتل والأسر فى سبيل الله ، وبالأمراض وفقد الأقارب ، الذين أوتوا الكتاب : هم اليهود والنصارى ، والذين أشركوا هم كفار العرب ، أذى كثيرا كالطعن فى الدين والافتراء على الله ورسوله ، والصبر : تلقى المكروه بالاحتمال وكظم النفس عليه مع دفعه برويّة ومقاومة ما يحدث من الجزع ، والتقوى الابتعاد عن المعاصي ، من عزم الأمور أي من صواب التدبير ، وما ينبغى لكل عاقل أن يعزم عليه ويأخذ نفسه به ، من قولك عزمت عليك أن تفعل كذا أي ألزمتك إياه على وجه لا يجوز الترخص فيه.
المعنى الجملي
بعد أن سلّى نبيه فيما سلف عن تكذيب قومه له بأن كثيرا من الرسل قبلك قد كذّبوا كما كذّبت ، ولاقوا من أقوامهم من الشدائد مثل ما لاقيت ، بل أشد