هؤلاء اليهود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يكشف عنها ، ويزيل ما علق بقلوبكم منها.
(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) أي ومن يستمسك بدين الله وكتابه ورسوله ، فقد حصل له الهدى إلى الصراط المستقيم لا محالة ، كما تقول إذا جئت فلانا فقد أفلحت ، إذ هو حينئذ لا تخفى عليه المهالك ، ولا تروج لديه الشبهات.
قال قتادة : ذكر فى الآية أمرين يمنعان من الوقوع فى الكفر : أحدهما تلاوة كتاب الله ، وثانيهما كون الرسول فيهم ، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد مضى إلى رحمة الله ورضوانه ، وأما الكتاب فباق على وجه الدهر.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) أي يجب عليكم تقواه حقا ، بأن تقوموا بالواجبات ، وتجتنبوا المنهيات.
ونحو الآية قوله : «فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ» أي بالغوا فى تقواه جهد المستطاع.
وعن ابن مسعود أنه قال : تقوى الله أن يطاع فلا يعصى ، ويشكر فلا يكفر ، ويذكر فلا ينسى.
وعن ابن عباس أنه قال : هى أن يجاهدوا فى الله حق جهاده ، ولا تأخذهم فى الله لومة لائم ، ويقوموا لله بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم.
(وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) أي ولا تموتن إلا ونفوسكم مخلصة لله ، لا تجعلون شركة لسواه أي لا تكوننّ على حال سوى الإسلام إذا أدرككم الموت.
والخلاصة ـ استمروا على الإسلام ، وحافظوا على أداء الواجبات ، وترك المنهيات حتى الموت.
وقد جاء هذا فى مقابلة قوله : (يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ).
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) أي تمسكوا بكتاب الله وعهده الذي عهد به إليكم ، وفيه أمركم بالألفة والاجتماع على طاعته وطاعة رسوله ، والانتهاء إلى أمره.