نوحا عليه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنيه : آمر كما بسبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة كل شىء ، وبها يرزق كل شىء».
(وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً (٤٥) وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (٤٦) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (٤٧) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (٤٨))
تفسير المفردات
الحجاب والحجب : المنع من الوصول إلى الشيء والمراد الحاجب ، والمستور : أي الساتر كما جاء عكسه من نحو «ماء دافق» : أي مدفوق ، أن يفقهوه أي لئلا يفقهوه ويفهموه ، والأكنة : الأغطية واحدها كنان ، والوقر : الصمم والثقل فى الآذان المانع من السماع ، والنفور : الانزعاج ، مسحورا : أي مخبول العقل ، فهو كقولهم «إن هو إلا رجل به جنة» فضلوا أي جاروا عن قصد السبيل.
المعنى الجملي
كان الكلام قبل هذا فى مقام الألوهية وجدالهم بالتي هى أحسن ، بضرب الأمثال لهم ، وإقامة الحجة عليهم ، وإيضاح السبيل لهم ـ والكلام هنا فى مقام النبوة والنعي عليهم فى عدم فهمهم للقرآن والنفور منه والهزء به ، وضربهم الأمثال للنبى صلى الله عليه وسلّم وقولهم فيه تارة إنه ساحر وأخرى إنه مجنون ، وحينا إنه شاعر.
روى ابن عباس أن أبا سفيان والنضر بن الحرث وأبا جهل وغيرهم كانوا يجالسون النبي صلى الله عليه وسلّم ويستمعون إلى حديثه ، فقال النضر يوما ما أدرى ما يقول