نصا وفتوى ، بل ضرورة ، لما رواه في (الكافي) في الصحيح : «عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال : مات رجل من أصحابنا ولم يوص ، فرفع أمره إلى قاضي الكوفة ، فصيّر عبد الحميد القيم بماله وكان الرجل خلف ورثة صغارا ومتاعا وجواري ، فباع عبد الحميد المتاع ، فلما أراد بيع الجواري ضعف قلبه في بيعهن ، إذ لم يكن الميت صير اليه وصيته ، وكان قيامه بهذا بأمر القاضي ، لأنهن فروج ، فذكرت ذلك لأبي جعفر عليه السلام ، فقلت له : يموت الرجل من أصحابنا ولم يوص الى أحد ويخلف الجواري فيقيم القاضي رجلا منا ليبيعهن ، أو قال : يقوم بذلك رجل منا فيضعف قلبه لأنهن فروج. فما ترى في ذلك القيّم؟ قال فقال : إذا كان القيم مثلك أو مثل عبد الحميد فلا بأس» (١). ومثله ما رواه في التهذيب في آخر الوصايا ، لكن بزيادة تقييد عبد الحميد فيه (بابن سالم العطار) وكذا حكاه عنه في (نقد الرجال) (١) بالزيادة المذكورة.
والوجوه المحتملة في المماثلة بين أمور أربعة : المماثلة في الايمان بالمعنى الأعم ، أو في الوثاقة وبينهما عموم من وجه ، أو في الفقاهة لكون محمد بن إسماعيل بن بزيع من الفقهاء من مشايخ بن شاذان ، وعبد الحميد ان أريد به ابن سعد البجلي الكوفي بناء على ظهور لفظ (الكتاب) فيها لما عن
__________________
(١) في الوسائل باب ١٦ من أبواب عقد البيع وشروطه ، حديث (٢) ينقله عن الكافي والتهذيب.
(٢) فقال هكذا : عبد الحميد بن سالم العطار ثقة .. ونقد الرجال تأليف المير مصطفى التفريشي المتوفى بعد سنة ١٠١٥ ه ، وهو تاريخ فراغه من تأليف كتابه ، إذ لم يضبط لوفاته تأريخ معين.