«الفرس معدة ليوم الحرب» ، وإن «كانت النصرة من الرب» (١) ، هذا وقد أثبتت الحفريات الأثرية أن سليمان عليهالسلام قد أقام حظائر للخيل في أماكن متعددة من مملكته ، وقد ألقت بعثات الحفائر الأمريكية في مدينة «مجدو» القديمة ، الضوء على هذه الحظائر ، فلقد عثر المكتشفون ، كما سنوضح ذلك في مكانة من هذه الدراسة ، هناك على بقايا إسطبلات الخيول ، والتي كانت دائما تنتظم حول فناء دائري مبلط ببلاط من الحجر الجيري ، ويخترق وسط كل إسطبل ممر عرضه عشرة أقدام ، وقد وصف بصخور خشنة ليحول دون انزلاق الخيل ، وقد وضعت على كل جانب ، وراء نتوءات الأحجار ، مرابط فسيحة عرض كل منها عشرة أقدام ، وما يزال الكثير من هذه الإسطبلات محتفظا بمعالف طعام الخيل ، كما لا تزال كذلك أجزاء من معدات السقي ظاهرة ، كما تدل فخامة الإسطبلات والعناية الشديدة التي بذلت بوفرة في المباني والخدمات على أن الخيل كانت مرغوبا فيها في تلك الأيام ، وعند ما تم الكشف عن المبنى بأكمله ، قدر بعض الباحثين لكل إسطبل ٤٥٠ حصانا ، ولكل حظيرة ١٥٠ عربة (٢) ، هذا وقد كشفت نظائر لإسطبلات محدد هذه في بيت شان وحاصور وتعنك والقدس (٣).
وهناك كذلك آية الفتنة والجسد الذي ألقى على كرسي سليمان ، يقول عز من قال : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ) (٤) ، فلقد
__________________
(١) سفر الأمثال ٢١ / ٣١.
(٢). ٥٩١ وكذاW.F.Alliright ,op ـ cit ,p. ١٢٤ وكذاC.Watzingen , : Denkmaler Palestinas ,I ,Leipzeg ,F ٨٧ ، F ٦٧.p ، ١٩٣٣.
(٣) مجدو : تل المتسلم ، على مبعدة ٢٠ ميلا جنوب شرق حيفا ، وحاصور : على مبعدة ٥ كيلا جنوب غرب بحيرة الحولة وتسمى الآن تل قدح ، وتعنك : على مبعدة ٨ كيلا جنوب شرق مجدو.
(٤) سورة ص : آية ٣٤.